بسم الله الرحمن الرحيم
( ملاحظات على أسئلة اللغة العربية للسادس العلمي 2012/ الدور الأول )
اطرح بعض الملاحظات على أسئلة اللغة العربية للسادس العلمي للعام الدراسي 2011/2012 الدور الأول بإيجاز وهي مطروحة للنقاش لغرض الفائدة والله من وراء القصد .
1- بدأت أسئلة قواعد اللغة العربية بأبيات شعرية للمتنبي من قصيدة له مطلعها :
أطاعن خيلا من فوارسها الدهر وحيدا وما قولي كذا ومعي الصبـرُ
والبيت الأول من الأسئلة : لساني وعيني والفؤاد وهمتــي أود اللواتي ذا اسمها منك والشطرُ
ومعنى البيت : ( إن لساني وعيني وفؤادي وهمتي تود لسانك وعينك وفؤادك وهمتك وكذلك شطري، أي كل شطر مني يود شطرا منك ) .
يقول شراح هذا البيت ومنهم الواحدي : الغرض من هذا البيت : التعمية فقط وإلا فما الفائدة من هذا البيت مع ما فيه من الاضطراب ؟ ويقول فيه آخر : تخبط َفيه الشراح أيمّا تخبط .
وهنا أتساءل أيصح أن تبدأ الأسئلة ببيت شعر فيه من التعمية والتخبط في المعنى ما لا يخفى على احد ؟! كان الطالب ينتظر من واضع الأسئلة آيات قرآنية كما جرت العادة في السنوات السابقة لتكون موضع تفاؤل وأمل له لا أن تبدأ الأسئلة بأبيات شعرية الأول فيها فيه من التعمية والتخبط الشيء الواضح ، وينسحب هذا التخبط على واضع الأسئلة في المطلب الخامس من السؤال الأول عندما يطلب إعراب ( وحدي ) وهي ليست من المنهج . في الوقت الذي صرح أكثر من مسؤول في وزارة التربية وفي الامتحانات أن الأسئلة ستكون من المناهج المقررة والكتب المدرسية حصرا .
وإذا أمعنا النظر في المطلب الثالث : ( لماذا نصب الشــاعر كلمــة ( رونقا ) ؟ ) ولاحظنا طباعــــــة كلمـــــة ( ماذا ) وكأنما توحي للطالب بأنها اسم استفهام وليس ( ما ) النافية الحجازية و ( ذا ) اسم إشارة في محل رفع اسمها وبالتالي لتكون ( رونقا ) خبرها منصوبا .
لماذا هذه الطباعة التي تورط فيها الطالب ؟ هل المقصود لي الأذرع وهل هي أسئلة موضوعة لطلبة الدراسات العليا في اللغة العربية ؟ أكثر من تساؤل عن هذاالموضوع يحتاج إلى إجابات من المسؤولين التربويين الأفاضل في وزارة التربية .
إن معظم الأبيات الشعرية التي وردت في أسئلة قواعد اللغة العربية هي من ديوان المتنبي وحتى بيت الصمة بن عبد الله القشيري :
تنسم من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار
ورد في ديوان المتنبي / الجزء الثاني ص244 في معرض شرحه لبيت للمتنبي. في الوقت الذي خلت الأسئلة تماما من النصوص القرآنية الشريفة . كذا لم يستعن واضع الأسئلة بأي نص قرآني أو شعري من الكتاب المدرسي المقرر خلافا للتصريحات التي صدرت من مسؤولي وزارة التربية والتي أكدت بما لا يقبل الشك بان الأسئلة ستكون من الكتاب حصرا للعام الدراسي 2011/2012 .
2- السؤال الثاني : أولا – قال الشاعر : أصخرة أنا مالي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الاغاريدُ
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه اني بما انا شاك منه محسـود
هذان البيتان للمتنبي من قصيدة مطلعها :عيدٌ بأية حالٍ عدت يــــاعيد بما مضى ام لامـر فيك تجديد
يهجو فيها كافور الاخشيدي ، يتعجب في الأول منهما من حاله وان الخمر والغناء لا يطربانه ولا يؤثران فيه حتى كأنه صخرة صماء لا يؤثر فيها الشراب والغناء . وهنا أتساءل أيصح أن نستشهد بمثل هذا البيت وقد وضحتُ معناه ليكون موضع أسئلة لطلبة السادس العلمي وهم في مقتبل العمر ، ندعوهم ليل نهار إلى الفضيلة والخلق الرفيع والابتعاد عن الرذيلة ونأتي بأبيات شعرية تخالف وتناقض ما تدعو إليه مناهجنا التربوية وفلسفتها ، وعلى أي حال إذاكانت المطالب في ( 1 ، 2 ، 3 ) طبيعية ومنهجية ، فالمطلب الرابع فيه ارتباك واضح فالسؤال يطلب أن يتعجب الطالب قياسيا في جملة اسمية مما تعجب منه الشاعر والشاعر قد تعجب في ثلاثة مواضع هي : ( أصخرة أنا ؟ ! ) فهمـــزة الاستفهـــام خرجت للتعجـــب، وكذلك قد تعجب بـ ( ما ليلا تحركني هذي المدامُ ؟! ) فالاستفهام قد خرج للتعجب السماعي أيضا ، وكذلك قد تعجب في البيت الثاني بلفظة ( وأعجبه ) وهو تعجب سماعي . والطالب سيقع في حيرة ولايعرف من أي المواضع سيتعجب . وزادت لجنة الأجوبة النموذجية إشكالية السؤال عندما اقتصرت إجابتها على التعجب الوارد ثانيا وأهملت موضعي التعجب الواردين أولا وثالثا. ! ! فما ذنب الطالب الذي أجاب عن الموضع الأول أو الثالث مثلا ؟ !
السؤال الثاني : ثانيا :- هذا الفرع شكلَّ معضلة حقيقية للطلبة ، فقد أربكهم وأصابهم بالإحباط فهناك ثلاثة أسئلة على بيت شعر لم يظهر في ورقة الأسئلة ولا اعرف سبب ذلك ، والبيت الشعري هو :
سوى وجع الحساد داو فانه اذا حل في قلب فليس يحول
وهذا البيت من قصيدة للمتنبي مطلعها :
لياليّ بعد الظاعنين شكـــول طوال وليل العاشقين طويـــلُ
إن الدليل على سقوط البيت من الطباعة هو الفرع ( 1 ) عندما يطلب (اجعل ( سوى ) اسم استثناء واجب النصب وغير ما يلزم ) . إن عبارة ( غير ما يلزم ) تقتضي وجود النص الشعري ليجري التغيير عليه .
كذلك عندما يقول في الفرع (2) ( ادخل اسم استفهام دالا على الحال على جملة ( حلّ ) الفعلية مستعينـــــا ( بوجع الحساد ) ). وجملة ( حلّ ) الفعلية تقتضي وجود النص الشعري ليصوغ الطالب جملته في ضوء ذلك .
ربما يكون السؤال مقبولا لو كان الفرع ( 3 ) في بداية الأفرع بدلا من الفرع (1) ، وحسنا فعل مركز فحص الدراسة الإعدادية عندما وجه الفاحصين بإعطاءالدرجة كاملة للطلبة ايا كانت الإجابة وفي هذا التصرف المسؤول اعتراف ضمني بالخطأ الذي وقعت فيه ورقة الأسئلة سواء أكان إسقاط البيت من الطبع مقصودا ام غير مقصود؟!
3- السؤال الثالث : ( فرع أ )
قال الشاعر : وإني لمن قوم كان نفوسهــــــم بها انف ان تسكن اللحم والعظما
وهو بيت للمتنبي ايضا من قصيدة مطلعها :
ألا لا أرى الأحداث حمدا ولاذما فما بطشها جهلا ولا كفها حلمــا
ليسأل في المطلب الأول عن حكم تقديم الخبر على المبتدأ ، والخبر شبه الجملة ( بها ) والمبتدأ ( انف ) والجواب الصحيح على هذا المطلب هو وجوب التقديم لان المبتدأ نكرة غير مخصصة والخبر شبه جملة ) .
ولكنّ معظم الطلبة سيجيبون عن الحكم بالجواز متوهمين بان المصدرالمؤول صفة للمبتدأ وبذا قد تخصص وفات على الطلبة أن الضمير في المصدر المؤول ( أن تسكن اللحم والعظما ) يعود على لفظة ( نفوسهم ) الواردة في الشطر الأول من البيت ولا يعود على المبتدأ ( انف ) .
ولم يرد في المنهج المقرر مثل هذه الحالة ، لقد ورد في المنهج النعت مفردا أو جملة أو شبه جملة ، ولم يرد مصدرا مؤولا يعود الضمير فيه على كلمة أخر ىغير المبتدأ .
ولقد تعمد واضع السؤال إيقاع الأذى بالطلبة عندما ربط إجابة الفرع الثاني بالفرع الأول ، فعندما يجيب الطالب عن الفرع الأول بجواز التقديم سيكون جوابه في الفرع الثاني تلقائيا خاطئا تماما ، فهناك إشكالية حقيقية في الفرع ( أ )ومرة أخرى أقول ما الغاية من وضع هذه الأسئلة المربكة ؟
وحسنا فعل مركز فحص الدراسة الإعدادية مرة ثانية عندما وجه الفاحصين باعتماد حكم الوجوب أو حكم الجواز في حكم تقديم الخبر على المبتدأ وهو اعتراف ضمني بوجود مشكلة وإشكالية في هذا السؤال وإلا لماذا هذا التوجيه ؟
4- إن تعليمات وزارة التربية في كراس الامتحانات تنص على أن تكون الأسئلة شاملة لمفردات المنهج وتمتاز الصياغات بالوضوح ، وإذا دققنا الأسئلة الخاصة بقواعد اللغة العربية نجدها تفتقر لمبدأ الشمولية فقد اقتصر في اسلوب النفي على أداتين فقط سأل عنهما واضع الأسئلة وهما( لا ، ما ) وتجاهلت الأسئلة ثماني أدوات من أدوات النفي ، كذا في اسلوب التوكيد اقتصرت الأسئلة على التوكيد المعنوي والتوكيد بالحرف وأهملت طرائق التوكيد الأخرى الباقية . فأين الشمولية في وضع الأسئلة ؟
5- كذلك اتبعت الأسئلة هذا العام نمطا جديدا في توزيع الدرجات لم تألفه أسئلة السنوات السابقة وهو بحاجة إلى وقفة وتأمل لان هذا التوزيع في الدرجات لا يخدم الطالب ، لقد أعطى واضع الأسئلة ( تسع درجات ) لموضوع المدح والذم وهو من الأساليب القصيرة والصغيرة والتي لا تتحمل هذاالكم من الدرجات ، إلا إذا كان القصد إيذاء الطالب وهذا ما حصل في هذا العام وحسب تقديري .
6- إن معظم الأسئلة اعتمدت صيغة ( اجعل ، ادخل ، أنشئ ، صغ ) وهذه الصياغات التي تتطلب تحويرا في الجمل الواردة في النصوص الشعرية تحتاج من الطالب أن يمتلك قدرات لغوية متقدمة جداوفهما عاليا للنصوص وجانبا كبيرا من الذكاء ليستطيع الإجابة عنها ، وبالتالي اغفل واضع الأسئلة الفروق الفردية بين الطلبة والتي لم ينتبه لها تماما .
ولابد لي من الاعتراف تماما وأقول : أن واضع الأسئلة قد نجح تماما في لي اذرع الطلبة من خلال أبيات شعره التي اختارها والتي تعتمد على التعمية والتخبط والإيهام في طباعة الأسئلة ، وافتقار الأسئلة إلى شمولية المنهج ، وعلى تحوير الجمل وإعادة الصياغات ، وعلى بيت شعر فيه من الرذيلة ما لا ينكره احد ، فطوبى له ، ولله دره ! فقد حقق نجاحا وانتصر في هذه الأسئلة على طلبة السادس العلمي وعلى جهود مدرسيهم طيلة العام الدراسي .
7- وأما أسئلة الأدب والنصوص فتمتاز بالموضوعية والدقة ووضوح الصياغات وهي ملائمة لمستويات الطلبة وشاملة لمفردات المنهج ولا غبار عليها وشكرا لواضعها .
8- كذا ينسحب الحال على الإنشاء فالموضوع الأول والثاني واضحان ويستطيع الطالب التعبير عن أي واحد يختاره منهما .
مــــع التقديـــــــــــر
حافظ كطيش علي / مدرس لغة عربية
(الأجوبة النموذجية لمادة قواعد اللغة العربية )
الدراسة الإعدادية - للعام الدراسي 2011/2012 - الدور الأول
س1/
1- لساني وعيني والفؤادُ وهمتي كلُّـها صارماتٌ ( درجتان )
أو جميعُها ، عامتها ... ( ويقبل من الطالب أي خبر مثل: شافعات ،محبوبات )
2- المؤكدُ : اسم الإشارة ( ذا ) . ( درجتان )
ذا : اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به .
3- رونقاً : خبر ( ما) الحجازية . ( درجتان )
4- ولو نلتُ السماءَ. . . اسلوب الشرط المتضمن معنى النفي ( درجتان )
5- وحدي : حال منصوبة مضافة ( درجتان )
الياء : ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
لَـعالمٌ: اللام : لام التوكيد ( المزحلقة ) ، حرف لا محل لهُ من الإعراب يفيد التوكيد .
عالمٌ : خبر ( إنّ ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
----------------------------------------------------------------------
س2/ أولاً:اجب عن ثلاثة فقط :
1- ما لي : في البيت الأول اسم استفهام ( درجتان )
بما : في البيت الثاني اسم موصول .
ماذا : اسم استفهام مبني في محل نصب مفعول به مقدم وجوباً .
2- لأنها سُبقت بنفي واقترنت بحرف العطف ( الواو ) وما بعدها جاء مفرداً . ( درجتان )
3- نافية عاطفة . ( درجتان )
4- ما أشدَّ أَلّا تحركني هذي المدام ! ( درجتان )
ما أشدَّ أنْ لا تحركني هذي المدام !
( يقبل أي فعل مساعد مثل ما أعظمَ . . . )
س2/ثانياً : أجب عن اثنين مما يأتي :
1- ما داوٍ من أحدٍ سوى وجع الحسّاد ( 3 درجات )
( يقبل من الطالب أي جملة تكون فيها ( سوى ) واجبة النصب مثل : نجحَ الطلابُ سوى واحدٍ منهم ).
2- كيف حلّ الحالُ بوجعِ الحسادِ ؟ ( 3درجات )
3- نوع الاستثناء : مفرغ . ( 3درجات )
----------------------------------------------------------------------------------------
س3/ اجب عن فرعين :
فرع ( أ)
1- الخبر: شبه الجملة ( بها ) ( 3 درجات)
حكم تقديمه : وجوباً ‘ لان المبتدأ نكرة غير مخصصة .
2- بها أنفٌ شديدٌ . (يقبل من الطالب أي صفة بعد المبتدأ ) ( 3 درجات )
حكم تقديمه : جوازاً .
3- التوكيد نوعه ( 3 درجات )
إنّي : توكيد بالحرف المشبه بالفعل ( إنّ )
لَمن : توكيد بالحرف لام التوكيد ( المزحلقة )
س3/ فرع(ب)
1- يا لَعرارِ نجدٍ ! ( 3 درجات )
2- ما مِنْ عرارٍ بعد العشية . ( 3 درجات )
أو ماعرارٌ بعد العشية .
3- من عرارٍ : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأمؤخر ،لان سبق بحرف جر زائد (من) وكانت (ما) في جملتها نافية مهملة . ( 3درجات )
س3/ فرع(ج )
1- نِعْمَ شعباعراقنا . أو حبّذا شعبا عراقنا . ( 3درجات )
2- لا حبّذا الشرُ . أو بئس صفةً الشرُ . ( 3 درجات )
3- شعباً : تمييزمنصوب وعلامة نصبه الفتحة . ( 3 درجات )
--------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات :
1- هذه الأجوبة المعتمدة من قبل مركز فحص الدراسة الإعدادية ( لجنة اللغة العربية )
2- إذا أجاب الطالب عن حكم تقديم الخبر على المبتدأ جوازا فيقبل منه وهي مساعدة للطالب من قبل لجنة اللغة العربية .
3- وجه مركز الفحص للدراسة الاعدادية - الفرع العلمي الفاحصين باعطاء الطلبة درجة كاملة للسؤال الثاني /ثانيا مهما كانت الاجابة .
مدرس اللغة العربية : حافظ كطيش علي / ( كلية بغداد )
منقول للفائدة